قبل ثلاثة اسابيع بدأت الشرطة حملة في حي العيسوية في القدس الشرقية، شملت اغلاق الطريق الرئيسي المؤدي للعيسوية في أوقات متقاربة مما ادى الى تشويش سيرورة الحياة الاعتيادية لدى السكان، هذا بالإضافة إلى مداهمة الحي في الليل وحملات اعتقالات وفرض غرامات ماليه على السكان.
نتيجة لهذه التضييقات قام السكان يوم الخميس الماضي بتنظيم تظاهرة؛ بمشاركة عدد من النشطاء؛ احتجاجًا على الاجراءات التعسفية. بعد انتهاء التظاهرة قامت قوات من الشرطة وحرس الحدود بمداهمة الحي واطلاق الرصاص المطاطي والرصاص الحي. خلال المواجهات قام شرطي بإطلاق النار بشكل مباشر ومن مسافة قريبة باتجاه الشاب محمد عبيد مما ادى الى مقتل، فيما بعد ادعى الشرطي أنه أطلق النار لشعوره بالخطر على حياته.
جمعية حقوق المواطن توجهت يوم 4.7.2019 بواسطة المحامية عبير جبران - دكور والمحامية طال حاسين الى قائد شرطة لواء القدس دورون ياديد واحتجت على سياسات الشرطة التعسفية ضد سكان العيساوية. وأشارتا الى أن هناك أوجه شبه بين أحداث العيساوية وأحداث الجالية الأثيوبية، اذ انه في كلتا الحالتين تم قتل شاب برصاص شرطي وفي كلتا الحالتين ادعى الشرطي انه اطلق النار لشعوره بالخطر والتهديد. الا أن الشرطة شاركت الجالية الأثيوبية بخطوات التحقيق التي اتخذتها، وأظهرت نوعًا من التفهم - على الأقل في الساعات الأولي للمظاهرات الكبيرة التي أغلقت محاور رئيسية في البلاد- أما في العيساوية فقامت الشرطة بالرد بشكل عنيف وبطريقة قمعية ومستفزة على تظاهرات السكان ضد مقتل الشاب عبيد، شملت مداهمات عنيفة للحي، وضع حواجز وإغلاق مداخل الحي في أوقات مختلفة، واطلاق عيارات اسفنجية وحيّة، استعمال غاز مسيل للدموع وقنابل صوت بالإضافة للاعتقالات الكثيرة وتحرير مخالفات سير بشكل مكثف لأسباب تافهة وعرقلة حركة السير. كما رفضت الشرطه تسليم جثة الشاب لأهله لمدة استمرت بضعة أيام بعد مقتله.