الزميلات والزملاء الأعزّاء، "أنت متمكّن من اللغة العبريّة، مش مبين عليك أنّك عربيّ"؛ "
ممتاز، بتوقفي سيّارتك زي الزلام"؛ "آها، أنت يهوديّة مغربيّة، مش لازم اعصبنك". من منّا لا يواجه جملًا كهذه؟ من منّا لا يقول أشياء مشابهة؟ العنصرية يمكن أن تكون خادعة. من السهل تمييزها عندما تكون ظاهرة وحادّة، لكن من السهل تفويت معظم انعكاساتها الخفيّة. في الواقع تحدث هذه الانعكاسات في المحادثات والنكات والإعلانات وفي كلّ مكان. عندما تكون هناك شكاوى من جانب أشخاص تمّ المسّ بهم، يتم وصمهم على أنّهم "كثيرو التذمّر، مُتعبون "نساء نسويات لا يمتلكن روح الفكاهة". هؤلاء ثقيلو الظلّ الذين يؤمنون "بالصحيح سياسيًّا الذين بسببهم لا يمكن التفوّه بكلمة أو أن نحكي نكتة. أنا لم أقُل شيئًا. ولكن ما الذي يُفترض أن يشعر به الرجل، وما الذي يُفترض أن تشعر به المرأة، ولم نتحدث بعد عن الأطفال الذين يسمعون مثل هذه الأقوال باستمرار، بشكل منهجيّ، يوميًّا من الجار، الزميل، المسؤول في المكتب الحكوميّ أو الطبيب أو الممرّضة في صندوق المرضى؟ حتى لو لم يقصدوا الإهانة حقًّا، حتى لو لم يفهموا بالمرّة أنّ هذه الجمل تستند إلى مفاهيم عنصريّة لم نتمكّن من التخلّص منها بعد - مفاهيم تعكس العنصرية العميقة المتأصّلة في البنية الاجتماعيّة والمؤسّسات الاجتماعيّة والرسميّة. استعدادًا لليوم العالميّ لمناهضة العنصريّة (21.3) يجدر التوقّف للحظة وفحص الرسائل الخفيّة التي ننقلها الواحد إلى الآخر. لقد أعددنا فيلمًا قصيرًا وتخطيط درس باللغتين العبريّة والعربيّة يمكنهما المساعدة في تحديد وفهم الرسائل الخفية والتي تنطوي على المسّ – جميعكم مدعوّون ومدعوّات للمشاركة مع معلّم/ ة أولادكم أو مع أصدقاء يعملون في مجال التربية. بالإضافة إلى ذلك حضّرنا لكم استبيان للفحص الذاتيّ قد تفاجئكم نتائجه.
خلود ادريس
مركزة التربيّة للمجتمع العربيّ