توجهت جمعية حقوق المواطن الى قائد لواء المركز في الشرطة أفراهام بيطون بخصوص الحادثة الخطيرة التي وقعت في مساكن الطلاب في كلية نتانيا يوم السبت الموافق 28.10.2023، حيث قام المئات من الأشخاص بالتجمهر في محيط المساكن وتهديد الطلاب العرب بالقتل، والمطالبة بنقلهم إلى غزة. كما تمت محاولة اقتحام المبنى الذي كان الطلاب العرب يقيمون فيه.
وأوضحت الرسالة ان الحديث عن شبهة حقيقية بارتكاب جرائم التحريض على العنف والعنصرية والتهديدات، وهو ما يتطلب من الشرطة فتح تحقيق.
وذكرت الرسالة انه بسبب الأيام الرهيبة والحسّاسة التي نعيشها يتعين على شرطة إسرائيل التصرف بشكل محايد في الحفاظ على سيادة القانون وتحقيق العدالة تجاه الذين يضطهدون المواطنين العرب ويدعون إلى العنف ضدهم. إن الامتناع عن فتح تحقيق في مثل هذه القضية الخطيرة يبعث برسالة إضفاء الشرعية على التحريض الوحشي والخطير ضد العرب.
مساء يوم 28 أكتوبر/ تشرين أول 2023، تجمع المئات من مثيري الشغب عند مدخل السكن الطلابي في كلية نتانيا وهتفوا وشتموا الطلاب العرب الذين كانوا يقيمون في السكن الطلابي في ذلك الوقت، بما في ذلك "الموت للعرب"، "اذهبوا إلى غزة" وأكثر من ذلك. حوالي 40 طالبًا عربيًا حبسوا أنفسهم داخل المساكن خوفًا على أرواحهم عندما حاول مثيرو الشغب كسر الأبواب الزجاجية للمساكن. وفي مقاطع الفيديو من الحدث، يظهر مثيرو الشغب وهم يركلون الباب الأمامي في محاولة لاقتحام المكان.
قامت قوات الشرطة التي تم استدعاؤها إلى مكان الحادث، بإخلاء مثيري الشغب الذين اشتبكوا مع عناصر الشرطة وواصلوا الهتافات العنصرية تجاه الطلاب العرب المُحاصَرين. تجدر الإشارة إلى أن التحريض ضد الطلاب العرب والمطالبة بإخراجهم من الساكن لم يبدأ في نفس اليوم. وقد تمت مناقشة هذا الأمر بين إدارة الكلية والبلدية وممثلي الجمهور. وفي مقطع فيديو نشرته المرشحة لمنصب رئيس بلدية نتانيا، تالي مولنر، يبدو أنه في 18 أكتوبر 2023، تم عقد اجتماع والاتفاق في نهايته بأنه سيتم ابعاد الطلاب العرب من المساكن.
أكدت الرسالة ايضا أن هناك مصلحة عامة كبيرة في فتح التحقيق في هذه القضية. وهذه ليست حادثة فريدة، بل هي ظاهرة واسعة النطاق من التحريض والعنصرية ضد العرب، وهي ظاهرة منتشرة في اماكن عدة منذ بداية الحرب. ولحسن الحظ، انتهت الحادثة الموصوفة أعلاه دون وقوع إصابات، ولكن مما لا شك فيه أنه كان هناك خوف حقيقي من تعرض الطلاب العرب للأذى الجسدي. ويجب على الشرطة إجراء تحقيق شامل في مثل هذه الحوادث.