إشارة أولى من كتاب "دروس للحياة: التربية لمناهضة العنصريّة من خلال عدسة واسعة"
يوم الـ 21 من آذار، هو اليوم العالمي للقضاء على كل أشكال التمييز والعنصريّة.
جهاز التربية والتعليم هو أحد الحقول الهامة والأساسيّة التي يُمكن العمل فيها للقضاء على العنصريّة. فبإمكانه تطوير سيرورات تربويّة في أساسها الالتزام بكرامة الإنسان وبقيمة متساوية لكل البشر، وبتطبيقات تتّصل بالنضال والتغيير الاجتماعيّ من أجل مجتمع ديمقراطيّ. وهذه كلّها عمليًّا، جزء من أهداف التربية كما صيغت في قانون التعليم الرسميّ.
يعمل قسم التربية في جمعية حقوق المواطن من أجل تعزيز المربّين والمربّيات في عملهم هذا، من خلال الإيمان بأن احتمالات التغيير متوفّرة في كلّ مكان يتمّ فيه تفاعل تربويّ.
"تعزيز الحصانة ليس ترفًا وإنّما جزء لا يتجزّأ من العمل التربويّ. ]...[ نحن نعيش سياقًا مليئًا بالصراعات، التي تُطالعنا باختبارات وتحدّيات متتالية. بناء الحصانة موجّه لتدعيم قدرتنا على الخروج من أي أزمة بسرعة أكبر، معزّزين ومفعمين بالأمل".
من أجل إحياء يوم مناهضة العنصريّة، يسرّنا أن نرسل إليكم، جمهور المعلّمات والمعلّمين، المقال الأوّل من كتاب جديد سيصدر خلال السنة: "دروس للحياة: التربية لمناهضة العنصريّة من خلال عدسة واسعة". وهو جزء متمّم للكتاب الرائد "دروس للحياة: التربية لمناهضة العنصريّة من رياض الأطفال حتى الثانويّة"، الذي صدر في العام 2015 وقوبل بتعطّش لدى جمهور المربيات والمربّين (يُمكنكم الحصول على نسخة إلكترونية من الكتاب هنا). في ضوء الحاجة المتزايدة في الحقل لتوسيع الاشتغال التربويّ في موضوع العنصريّة. يقصد الكتاب توفير آفاق نظريّة إضافيّة وتوجّهات تربويّة متجدّدة للتربية لمناهضة العنصريّة، وجملة مبادئ ومهارات وأدوات تربويّة عمليّة تتمحور في استراتيجيات عمل تربويّة لمواجهة العنصريّة وتفكيكها.
المقال بعنوان "حصانة لمناهضة العنصريّة" ، هو إشارة أولى من الكتاب، بقلم د. مرسيلو مناحيم فكسلر، المستشار التربويّ لقسم التربية في الجمعية. نظريّة الحصانة التربويّة، مصطلح جديد في الحقل التربويّ، تمّ تطويرها على يد فكسلر بالتعاون مع قسم التربية وطاقم الموجّهين من خلال تجربة عمل سنوات طويلة.
يتمحور الكتاب حول أهمّيّة الحصانة بوصفها أداة بناء للتضامن في المجموعة أو الصفّ الذي خاض سيرورة تغيير في الوعي في أعقاب فعاليات للتربية لمناهضة العنصريّة. يدّعي فكسلر أن على المعلّمة بوصفها "وكيلة حصانة" في الصفّ ـ مهمّة تمرير رسالة شراكة من التضامن لبناء حصانة جماعيّة وليس فرديّة في كل لحظة وكلّ قضيّة. هكذا يكون الطالبات والطلّاب قادرين على مواجهة الأزمات القادمة في المجموعة وليس فقط كأفراد سيحفظ الواحد الآخر، ويدعمه ويكونوا يقظين بخصوص إمكانية حصول مسّ من أحدهم بزميله.
في قسمه العمليّ، يقترح المقال منهجيّة بناء حصانة بواسطة "محادثة محفّزة على الأمل"، تقوم على أساس أربعة محاور يعزو لها الأشخاص إيمانهم بأنفسهم وبقدرتهم على مواجهة الأزمات: الحظّ/القدر، الحكمة، الصعوبة في المواجهة وبذل الجهد في السيرورة. يمكّن هذا النموذج من إطلاق سيرورة بناء الإيمان بقدرات الإنسان والمجموعة على إحداث تغيير، وبذلك تطوير حصانة يُمكن أن يستعملها معلّمات ومعلّمون يُشغلون مناصب مفصليّة في سيرورات تدعيم الطالبات والطلاب.